منتديات مصر اليوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات ام الدنيا مصر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

الأضحية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
كاتب الموضوع رسالة
المدير
Admin
المدير


العمر : 37 تاريخ التسجيل : 11/10/2008 عدد الرسائل : 1089 الموقع : منتديات الاحصائيون العرب

الأضحية Vide
مُساهمةموضوع: الأضحية الأضحية I_icon_minitimeالإثنين 1 ديسمبر - 15:44

الأضحية

الحمد
لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه كما يحبّ ربّنا ويرضى، وأشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، صلّى الله
عليه وعلى آله وصحبه، وسلّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.


أمّا بعد: فيا أيّها الناس، اتقوا الله تعالى حقّ التقوى.

عباد
الله، إنّكم في هذه الأيامِ في أيام عشر ذي الحجّة، تلك الأيامُ المباركة،
وتلك الأيام المفضّلة، وتلك الأيام التي فيها الخير الكثيرُ والعطاء
الجزيل من ربّ العالمين، فعظّموا هذه الأيامَ رحمكم الله، عظموها كما
عظَّمها ربكم، وكما عظَّمها نبيّكم
، فالله يقول: )وَيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَـٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ ٱلأَنْعَامِ ( [الحج:28]، والأيام المعلومات هي أيام عشر ذي الحجة.


هذه العشر تشتمل على يومين: يوم عرفة وهو ركن أساسيّ من أركان الحج، وتشتمل على يوم النحر وهو يوم عظيم من أيام الله.

يقول نبيّكم صلى الله عليه و سلم: ((ما
من أيّام العمل الصالح أحبّ إلى الله فيهنّ من هذه الأيام))، قالوا: يا
رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟! قال: ((ولا الجهاد في سبيل الله،
إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء))
[1] [1] .


فأكثروا
ـ رحمكم الله ـ فيها من ذكر الله، من تسبيحه وتكبيره وتحميده والثناءِ
عليه، وتقرّبوا إلى الله بما يرضيه من صالح العمل، فصيامها سنّة،
والإكثارُ من طاعة الله في هذه الأيام من تلاوة القرآن من نوافل العبادة
من بذل المعروف من تفريج كرب المكروبين والتيسير على المعسرين وإعانة
المحتاجين والملهوفين، فإن ذلك عمل صالح لمن وفّقه الله.


واعلموا
ـ رحمكم الله ـ أنّ من سنة نبيّكم صلى الله عليه و سلم أن المسلم إذا أراد
أن يذبَح أضحيةً عن نفسه أو تبرّع بأن يذبحها عن مسلم من أقاربه أو غيره
أن السنةَ له أن لا يأخذ من أظافره ولا من شعره شيئًا حتى يضحّي، تقول أم
سلمة: إنّ النبيَّ صلى الله عليه و سلم قال:
((إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحّي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره))
[2] [2] .
قال بعض العلماء: "إنّ الأضحية فيها تكفيرٌ للذنوب، فلعلّ التكفير يعمّ
جميع أجزاء البدن"، ومهما كان فالمهمّ أن نبيَّكم نهاكم عن ذلك، وهو خاصّ
بمن يذبح الأضحيةَ عن نفسه، أو يذبحها تبرّعًا عن غيره، أما من يذبحها
وكيلاً فلا يتعلّق به الحكم، وأما المضحَّى عنهم فلا يتعلّق بهم الحكم،
إنما يتعلّق بالمضحِّي نفسه الذي ذبح أضحية أو تبرّع بها عن غيره.


وكما
هو مستقرّ لدى المسلمين أن الأضحية عبادةٌ لله وشعيرة من شعائر الإسلام،
دلّ على فضلها كتابُ الله وسنة نبيّه صلى الله عليه و سلم ، يقول الله جل
وعلا: )
وَلِكُلّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لّيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ ٱلأنْعَـٰمِ ( [الحج:34]، ونبيّنا صلى الله عليه و سلم حافظ على الأضحية مدّة بقائه في المدينة كما أخبر بذلك عبد الله بن عمر
[3] [3] ،
وهو صلى الله عليه و سلم كان يُعلن هذه السنةَ ويعلي شأنَها، فأخبرنا أنس
رضي الله عنه أنه صلى الله عليه و سلم إذا صَلّى أُتي بكبشين أقرنين، فوضع
رجله على صِفاحهما يسميّ ويكبّر ويذبحهما بنفسه
[4] [4] ، إعلانًا لهذا الشعيرة ورفعًا من منزلتها.


أيّها
المسلم، سنة محمّد صلى الله عليه و سلم في الأضاحي سنةٌ فيها الاعتدال
والوسطية، يقول أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه: كان الرجل منا في عهد
النبي صلى الله عليه و سلم يضحّي بالشاة الواحدة عنه وعن أهل بيته،
فيأكلون ويطعمون، ثم تباهى الناس فصاروا كما ترى
[5] [5] .
فسنة محمد صلى الله عليه و سلم أن تُعلَن هذه الشعيرة، فيضحّي الرجل عن
نفسه وأهل بيته بشاة واحدة تكون مجزئة، ولا حاجة إلى تعدّدها عن فلان
وفلان، أمّا وصايا الأموات السابقة فهذه تنفّذ لأن الأصلَ فيها الجواز،
لكن الابتداء السنةُ صاحبُ البيت وراعي البيت يذبح أضحيةً واحدة، يقول:
اللهم تقبّلها منّي ومن آبائي وأمهاتي وأولادي وبناتي ومَن في بيتي،
فتكفيهم شاةٌ واحدة عن الجميع، ليس الهدف كثرة لحمها، ولكن الهدف التقرّب
إلى الله،
)لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقْوَىٰ مِنكُمْ ( [الحج:37].


ولا تؤَدَّى السنّة بالتصدّق بقيمتها؛ لأن إراقة دمها أمرٌ مقصود للشارع، فإخراج قيمتها لا أصلَ له.

وهناك
أمر مهمٌّ آخر هو أن بعض المسلمين في قلبه عاطفة خير وحبّ للخير ولمنفعة
المسلمين، فربّما أرسل بأضاحيه وبقيمتها إلى غير بلده لتُراق هناك، يقول:
هم أحقِّ منا وأحوج، نعم، عاطفةٌ طيّبة، لكن ـ يا أخي ـ هذه عبادة خاصّة،
ينبغي أن تشرِف عليها وأن تتأكّد من ذبحها، وإذا أردتَ التبرّع بالخير
فباب الخير مفتوح لك، لكن الأضحية شعيرة من شعائر الإسلام، يجب المحافظةُ
عليها، وأن يشعُر الأجيال بها، وأن ينقلها خلفُنا عن سلفنا، حتى تُحيَى
هذه السنة، وتُحيَى هذه العبادة، فنبيّكم حافظ عليها، يضحّي بكبشين:
أحدهما عن محمد وآل محمد، والثاني عمّن لم يضحِّ من أمّة محمد، فصلوات
الله وسلامه عليه أبدًا دائمًا إلى يوم الدين. يحيي هذه السنة، ويذبحها في
المصلَّى، رفعًا لشعيرتها وإشعارًا للناس بأهمّيّتها، فلا تغفلوا عنها
رحمكم الله، والأمر يسير شاةٌ واحدة عن الرجل وأهل بيته كثروا أم قلّوا.


أسأل الله أن يوفّقني وإياكم لصالح القول والعمل، وأن يوفّقنا لما يحبّه ويرضاه، إنه على كل شيء قدير.

واعلموا
ـ رحمكم الله ـ أنّ أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهديِ هدي محمّد صلى
الله عليه و سلم ، وشرّ الأمور محدثاتُها، وكلّ بدعةٍ ضلالة، وعليكم
بجماعة المسلمين، فإنّ يد الله على الجماعة، ومن شذّ شذّ في النّار.


وصلّوا ـ رحمكم الله ـ على عبد الله ورسوله محمد كما أمركم بذلك ربكم، قال تعالى: )إِنَّ
ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا (
[الأحزاب:56].


اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين.


أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والمؤمنين من كل
ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه يحب التوابين وهو الغفور الرحيم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.bdr4.com

الأضحية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى: لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات مصر اليوم :: .:: منتديات عامة ::. :: المنتدى الاسلامي -
Page Rank Button
©phpBB | منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع